* الشاعر .. حيدر محمود
ما زِلْتَ تكتبُ شِعْراً?! كًيْفَ تَكْتُبُهُ?!
و"المُشْتَري الُمفْتَري" لا شَيْءَ يُعْجبُهُ?!
دَعِ الكلامَ, "لاِعْلامِ الحكومةِ", فالْـ
"حِبْرُ الحكوميُّ", غَصْباً عَنْكَ تَشْرَبُهُ!
هذا الزَّمانُ: لِغَيْرِ القارِئينَ وغَيْـ
ـرِ "الكاتبينَ".. ولكنّا سَنَغْلِبُهُ!
"جرائِدُ الموْتِ", تُحْيي "المَيْتَ", ثانيةً
إذا نَعَتْهُ.. وخَيْرُ "النَّعْي", أُكْذَبُهُ..
مَزّقْ "قَريضَكَ", يا هذا, وآلقِ بِهِ
في "الحاوياتِ".. فِمنْها جاءَ أغْلَبُهُ!
ولستَ أوَّلَ مَجْرورٍ.. سَنَكْسِرُهُ
ولستَ آخِرَ منصوبٍ.. سَنَنْصبُهُ!
وإنْ رَفَعناكَ يوماً.. فَهْوَ عَنْ خَطأ
قد ارْتكَبْناهُ.. لكنْ, سَوْفَ نَسْحَبُهُ!
لو كُنْتَ يا مُتَنّبي عَصْرِهِ, رَقَماً
كُنّا كَسِبناهُ فَوْراً, أو سَنَكْسَبُهُ
وليس سِراً, بأنّا - مَنْ مَناهِجنا -
شَلْنا "المَطِالعَ" والباقي سَنَشْطُبُهُ!
فما عَساها سَتَجنيهِ "الخزينةُ" مِنْ
مليونِ "ديوانِ شعرٍ"?! أو سَتَجْلِبُهُ?!
***
ما زِلْتَ تَكتبُ شِعْراً?! كيفَ تَكْتُبُهُ?!
و"المُشْتَري المُفْتَري".. لا شَيْء يُعْجبُهُ?!
حتى الصُّخورُ, لها قَلْبٌ يَدُقُّ.. ولو
جَعَلْتَ قَلْبَكَ ناياً.. ليس يُطْربُهُ!
فَمُتْ مِنَ الغَيْظِ, أو مُتْ من سِواهُ, فما
في ذلكَ "الشَّيْء" مِنْ "شيء" يُؤَبّنُهُ!!
ولنْ تَنالَ سوى "نَعْيٍ", تجودُ بِهِ
"جرائدُ الموَتِ", بالمجّانِ تَحْسِبُهُ..
وَأوصِ - إنْ كُنْتَ مِنْ رَبْعِ الأمانةِ - أنْ
لا يَصْنَعوا لكَ "تِمْثالاً" تُخَرِبُهُ..
يَدُ امْرِىء.. أغْضَبَتْهُ مِنْكَ "قافيةٌ"
مِنْ قَبْلُ, أوْ رُبَْما مِنْ بَعْدُ, تُغْضِبُهُ?!
وَدارٍ وَجْهَكَ, حَتّى لا يَراكَ, فَلَوْ
مَرَْ "الَمسيحُ" بِهِ يوماً.. سَيُصْلُبُهُ?! .
1/1/2011
عن العرب اليوم.