الثورة تولد دون أب
فارس ذينات
انتصار ثورة ميدان التحرير المظفر انتصار للشعوب المكبلة بقيود الظلم والاستبداد وانتفاض على الحكم الديكتاتوري الجاثم على إرادة الشعوب العربية ونحذر من الالتفاف على الثورة من خيوط الاغتيال لإرادتهم في التغيير بأن تحاك خيوط الغدر للثوار وميدانهم المقدس ولجم روح الحرية في ضمير الأمة العربية نعم اغتيال الكرامة في أشخاص تغتال بالأوطان ..
في الأمس كانت الأنظمة العربية تتسابق في دعم الثورة التونسية واحترام إرادة الشعب , أما في ميدان التحرير لا يدعمون بل التزموا الصمت إعلامياً داعمين لمن حاول إسقاط الثورة من خلف الكواليس.. خرجت الشعوب عن صمت أنظمتها مؤازرة انتصاراً للميدان وعليها الآن أن تنزع تكميم الأفواه الممارس على أنظمتها من أمريكا وعملائها المتاجرين بالأوطان والشعوب وتنتصر للكرامة والحرية..
لقد اهتدت الشعوب وخرجت من نفقهم , فالثورة تولد دون أب.. هي كلمة الله في الشعوب.. فساعة الثورة قادمة لا نعرف أين مرساها , فثوانيها الشعوب ودقائقها الصمود والساعات هي التي تحسم المصير , إنها قدرة الله في صنع القدر , فما تحمله الساعات لا يفهمه البشر .
دولاب الأوطان يدور كقصة طويلة.. رحى تدور يراها المستبد واقفة ولا يدري بأن هناك يداً تمسك بها , إنها ثوانيها وستمضي دقائقها فليس لها إلا أن ترفع شعاراتها الوطنية لتهزم القوى المنهزمة واتهامات الأجندة الخارجية والأيادي الخفية , وهل المسيرات المليونية تحركها الأجندة الخارجية أم خيانة لأوطانهم.. ألم تحركهم أحلام الحرية التي اغتالوها يوماً على أبواب سور قلاعهم قلاع القهر والظلم.. ألم يحركهم عطش العدالة وانعدام المستقبل المنتهي عند أقدام بطشهم..
الخوف من التغيير هو خوف من النور لمن اعتاد العيش في العتمة , يمكن وقف هذه الرحى وساعة القدر والثورة إن كان إصلاحاً حقيقياً ولا يكون إلا من الدستور العادل الذي ينصف الجميع ويبدد الخوف , فللشعب أن يستنشق هواء الحرية ويكون شريكاً في وطنه لا أن يكون سجيناً به.. دستور يحقق دولة مدنية ديمقراطية يكون فيها الشعب مصدر السلطات , دولة القانون والمؤسسات بدل العنف والظلم والهمجية والفردية.