كلنا يعلم ما يعانيه المعلم الأدني من واقع متردي سواء من قيمة اجتماعيه أو قيمة وظيفية أو .... أو ........... وهنا لا بد لي من التأكيد على أن الذين يعلمون بواقع المعلم من خارج الأسرة التعليمية الممارسة للتعليم مباشرة ومن خارج الحجرات الصفيه لا يعلمون ولا يعرفون إلا الجزء اليسير من قليل من واقع كثير وكبير .
المعلم يصيب ملايين المرات ولا حمدا ولا شكورا لا بل هو مثل خبز الشعير مأكول مذموم . وفي غمرة عطائه وقمة نشاطه قد يخطىء مثل بقية البشر وقد يكون خطأه هذا في حقيقة الأمر ضرورة قصوى لمصلحة الطالب الحقيقية ومصلحة اعملية التربوية الحقيقية ولكنه بنفس الوقت يقع مجبرا في مطب قانوني وعندها لا يجد من يقف لجانبه ونجده حروم حتى من الفرص القانونية لحمايته أو تخفيف وقع الواقعه عليه ولتوضيح ذلك أقول :
إن كل المجرمين الحقيقيين واللصوص الحقيقين والجناة والعابثين يمكنهم الاستفادة من الشكوك لأن الشك يتم تفسيره لمصلحة المتهم . ولكن عندما يأتي الدور للمعلم يقوم الجميع وخصوصا وزارة التربية والتعليم أخذ الشكوك والظنون على أنها وقائع لتأكد الجرم على المعلم لا بل إن المعلم هو المواطن الوحيد الذي تتم معاقبته على الجريمة الواحدة ( مع الاعتذار لاستعمالي كلمات المعلم منها بريء ) أكثر من مرة فهو يواجه القضاء وبنفس الوقت يتوجه لذوي الطالب ( الذي هو في الأصل مخطىء ) ليقدم لهم الاعتذار ويضاف لذلك لو علمت وزارة التربية بهذه القضية فهي تتبرع وبسخاء لاستجواب المعلم وتوجيه عقوبة وظيفيه له .
نعم المعلم من البشر وقد يخطىء والطالب قد يكون أحيانا مظلوما ولا بدً من عودة الحق لصاحبه ولكننا نتناسى كمجتمع وكوزارة تربية إن هذا المعلم المخطىء لم يكنم مجرما ولم يكن خطأه إلا لجب مصلحة أعظم للطالب نفسه وعلينا جميعا أن نعلم علم اليقيم إن هذا الطالب المظلوم سيأخذ حقه كاملا وعن طريق المعلم نفسه إن كان الظلم بعلامة مدرسة أو معلومة علمية ولكن مع الأسف الشديد لا يتبادر للمجتمع إلا قضية الضرب في المدارس ومع قناعتي التامة بأن المعلم الذي لجأ للضرب مخطىء قانونا إلا إن قام بذلك خارجا عن إرادته والطالب نفسه استنفد صبر هذا المعلم آلاف المرات
وهناك حقيقة مهمة ألا وهي نتيجة وضع المعلم والتعليم من الأساس ذلك الوضع المتردي جعل بعض الباحثين عن أي عمل من غير القديرين ومن غير الذين يصلحون للتعليم دخلوا مهنة التعليم لأنهم لم يجدوا بديلا عنها وهذه الفئة هي من بين أولئك الطلاب الذين كانوا على الغالب من السيئين سلوكيا في المدارس ولو كان للتعليم هيبة وللمعلم مكانة لقدم لطلب مهنة التعليم خيرة الناس وعنده سيكون من المبرر وجود لجنة لاختيار المعلمين الحقيقيين ونبذ من لا يصلح لمهنة التعليم .
إن معلمنا الأردني هذا المعلم ( الذي يجب على الجميع تقديم الاحترام والتقدير له وعلى الحكومة انصافه وعلى ولي الأمر مساندته مساندة حقيقية ) الذي ضاق ذرعا بما يدور حوله من منغصات اجتماعيه ووظيفيه ومعاشية ولم يبق لديه ما يخاف عليه هب من ضيق ظروفه طالبا لحقوقه والتي منها نقابته التي أعدمت وآن الأوان لإحياها وواجه ما واجه من صدود من أصحاب القر ار في العقود الماضية اضطر مجبرا للأضراب عن الحصص وما إضرابه هذا إلا ليشعر أبنائه الطلاب بحقيقة وضعه ومن حق الأب على أبنائه مساندنه وكذلك كان وسيلة لتحريك الرأي العام وإسماع الكل بوجود معلم ما زال حيا رغم كل شيء ويستطيع عمل الكثير .
قال كثيرون ( وبعضهم وبلا شك مخلصون ) لا داعي للاضراب وكثيرون اتذوها ذريعة كما هي العادة لتحريض الرأي العام على معلمنا الأردني ولهؤلاء وأولئك نقول : " إن من مصلحة أبنائنا أن يضرب المعلمون لمدة أسبوع خير لنا ولوطننا من أن يأتي يوم ولا تجدون معلما جديرا يقبل بتعليم أبنائنا ، وكم من معلم نصح أبنائه ( وأنا منهم ) بعدم الاقتراب من مهنة التعليم لا بل وحذرهم من الاقتراب منها قائلا لهم لا تحكموا على أنفسكم بضنك العيش ."
إن المسئول الحقيقي عن سبب الاضراب هو كل من ساهم بتردي وضع المعلم وهو من ساهم بتمييع التعليم وكانت النتائج كما نرى من سلوكيات خاطئة وجيل يحمل قيما غريبة كل الغرابه عن أعرافنا وقيمنا ونجد ذكورا لا نكاد تمييزهم من الإناث مع العلم بأن الأنثى الحقيقية مكرمة من لدن الخالق سبحانه وتعالى .