بسم الله الرحمن الرحيم
فارس ذينات
النقابة اسماً ومضموناً مصلحة وطنية عليا
من باب التأكيد على ما جاء به الزميل الأستاذ فؤاد محاسنه في مقاله على موقع كل الأردن بتاريخ 11/1/2011م وعلى منتدى نقابة المعلمين والذي أكن له كل الاحترام والتقدير فهو من المعلمين المناضلين من أجل النقابة.. وأقتبس من مقال الأستاذ فؤاد محاسنه التالي (نحن معلمي الوطن نود أن ننوه أننا نريد مضلة للمعلمين ذات سيادة كاملة وغير منقوصة على نفسها وعلى أعضائها ذات سيادة على قراراتها وأنظمتها وتعليماتها وذات سيادة على أصولها المالية. وليس قسم إشراف أو تدريب تابع للوزارة.
نحن نريد مضلة ذات استقلال إداري ومالي وحرية في التعبير عن المواقف والآراء مضلة ترقى بالإنسان إلى أعلى درجات الوعي والتحضر والتقدم في وطننا العظيم الأردن).
بدايةً اختلاف وجهات النظر حول المصلحة العليا للوطن أو من يشتركون في هدف عام يخدم المجتمع قمة الايجابية فيثري العمل نزاهتاً وتقدماً وتمسكاً .. لذلك أوكد على ما جاء في مقالتك عن التمسك بالمضمون ولكن عدم ترك المسمى فلا يعقل أن أعطي تفاحة وأقول بأنها برتقالة فالواجب أن أعطي التفاحة كاملة وأقول بأنها تفاحة.. ومن هنا أقول لابد من التمسك بالاسم والمضمون أي النقابة ومضمونها وهو ما يحقق أدنى طموحات المعلمين أسوة بالنقابات المهنية الأخرى في هذا الوطن, ولأن قطاع التعليم كبير العام والخاص فهو بحاجة إلى رعاية و اهتمام كبيرين فلابد من تطوير العملية التربوية و إصلاحها وكل ذلك يتم من خلال تحسين أوضاع المعلم الذي يعتبر الركيزة الأولى و الأساسية في تلك العملية. إن وجود نقابة مهنية للمعلمين تدافع عن حقوقهم وترعى مصالحهم وترقى بالعملية التربوية التعليمة التعلمية تعتبر خدمة للوطن و المواطنين وحماية لاستقرار المجتمع وأمنه ، وهي ضرورة أساسية لابد منها لتنظيم هذا القطاع التعليمي الهام ، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية الحالية ، فالمعلمون هم بناة الأجيال وصانعي مستقبلهم ، وهم صمام الأمان الاجتماعي الذي يعزز الانتماء للوطن ويغرس القيم الأخلاقية و الاجتماعية الصحيحة لدى أبنائنا , فما الضير من ذلك؟؟ وأسأل هل المعلمون ملزمون بالبحث عن مخرج للحكومة ومجلس النواب فيكون تنازلاً عن حق دستوري تاريخي؟؟ أليس من بديهيات وجود مجلس النواب التشريع ؟؟ أليس الدستور هو اتفاقاً بين جميع أطياف المجتمع وأطرافه ؟؟ ألا نرى بأن المعلم الأردني جزء كبير من هذا المجتمع وهذا الوطن ومصلحته العليا , فيُعدل الدستور بما يتناسب مع احتياجات تطور المجتمع ومصالح الوطن العليا ؟؟ ومن جانب آخر هل التخوف من التسييس للنقابة ينطبق على النقابة ولا ينطبق على المسميات الأخرى ؟ ومن يجند النقابة للأجندات والمصالح الخاصة ألا يجند المسميات الأخرى للأجندات والمصالح الخاصة؟ ومن يريد أن يمارس العمل السياسي من خلال النقابة ألا يستطيع ذلك من خلال المسميات الأخرى ؟؟ أوليس هناك أحزاب لمن يريد العمل والنشاط الحزبي والسياسي ؟؟ ألا يمكن أن يضمن قانون النقابة مادة تؤكد على مهنيتها ووجودها من أجل المهنة وحظر العمل السياسي من خلالها ؟؟ تذكر يا وطني العزيز.. تذكر نقابة الخمسينات والتي حُلت في زمن دولة سمير الرفاعي الجد وذلك للتخلص من الاتجاهات الفكرية اليسارية والقومية وهي صفة الغالبية العظمى من المعلمين والطلبة في تلك الفترة , والسبب أن معلمي ذلك الزمن هم خريجي دول عربية مجاورة ناشطة في هذه الاتجاهات الفكرية القومية واليسارية وحركات التحرر التي قادها المعلمون والطلبة وفي بلدنا أسماء كُثر شاهدة , وحتى تتخلص الحكومة من هذا الخطر الكبير (بنظرهم الذي امتاز بالقصر) والذي يتعارض مع السياسة العامة التي تبناها أشخاص تسلموا القيادة وهي إمكانية إنهاء الصراع ( العربي – الإسرائيلي ) بالوسائل السلمية واتجاهاتهم الليبرالية الغربية ونعلم أن الفكر القومي واليساري يتناقض مع توجهاتهم ومخططاتهم والذي ظهر جلياً في سنواتنا الأخيرة وهو السيطرة على مراكز الحكومة المؤثرة , فكان الذي لابد منه... وقف النقابة.. (وأدها) , وبالمقارنة السريعة بين المرحلتين والزمنين فهل نراهما كذلك مما يستوجب عدم إحياء نقابة المعلمين ؟؟ ألا نرى بأن المعنيين بإيجاز النقابة لا يختلفوا عمن كانوا في الخمسينيات من حيث السيطرة على مقدرات الوطن وتبوء المراكز المقيدة لهذه الأمة وحرمانها من كل وسائل التغيير والإصلاح الشامل مختبئين خلف جلالة الملك الهاشمي الذي نفتدي والذي يصر في كل المناسبات على التسريع في عملية الإصلاح الشامل بما يناسب هذه الأمة المعطاءة المضحية , الموضوع أصبح التفكير به من قبل الحكومة على أساس منتصر ومهزوم بين المعلمين والحكومة , تحاول نقل المواجهة أو المعركة إن جاز لي التعبير بين المعلمين والبرلمان لتأتي بعد فترة وتكون صاحبة الريادة في تحطيم رغبة وطموح المعلمين فيكون لزاماً على البرلمان أن يكون مع الحكومة لأنها انتصرت لهم ولهيبتهم وعلى من يتطاول عليهم ويكون أسلوب الحكومة غزلاً صاخباً لممثلي الشعب؟!!....
كل الشكر للمعلمين وفي كافة أرجاء الوطن وإن لم يشاركوا في الحراك فالمعلم يستحق النضال من أجله ومن أجل قضاياه وعلى رأسها النقابة وبمضمونها التي يجب أن لا يُقبل عنها أي بديل مهما كانت الحجج المقدمة من الحكومة أو حتى من النواب وأوجه الحديث إلى كل المعلمين في اللجان الوطنية على امتداد الوطن من يشعر بأنه قد يأس أو ضاق صدره من التعنت الحكومي أو من دفاع النواب عن مبررات الحكومة أو شعر أن الحراك قد طال كثيراً ولابد من جني شيء ولو كان قليلاً ليعتبره انجازاً أقول عليه العودة إلى الخلف وتقديم أشخاص آخرين بدلاً منه لإكمال المشوار وأتمنى أن يبقى كل المعلمين بنفس الحماس والإيمان (بنقابة المعلمين) حتى وان طال وقت منالها...!!!
حمى الله الأردن الهاشمي وحقق مطالب المعلمين بإذنه... .