نقابتنا لا أحزابهم

المعلم: محمد عزايزه / بني كنانة

بداية تحية عز وفخار لكل معلم ومعلمة على امتداد هذا الوطن الجميل , جميل بوعي أبنائه وشبابه مدرك بالمؤامرات التي تحاك , فمنذُ بداية حراك المعلمين الذي شهد به القاصي والداني انه كان حراك على درجة عالية من المسؤولية والتنظيم , تصدت مجموعة من المعلمين على امتداد الوطن لهذه المسؤولية وحملوا هذا المطلب وناضلوا من أجله على حساب كثير من متطلبات حياتهم اليومية , وأنا هنا لا أزايد على أي معلم في الميدان والذين لولاهم ولولا دعمهم للجنتهم الوطنية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه .
لقد لمسنا خلال سنة من الحراك مقدار الدعم الكبير من الأحزاب والهيئات الشعبية والنقابية لمطلبنا المشروع بإنشاء نقابة للمعلمين , علماً بأننا داخل اللجان كنا نرفض أي تدخل للأحزاب وأخذ دور أكثر من الدعم الإعلامي ومساندتنا في الشارع ..
ولكن المفاجئ الفاجع أن قليل من الأحزاب لم تصبر في عدم تدخلها حتى تخرج هذه النقابة وترى النور فعند أول مفصل في مناقشة قانون النقابة (الهيكلة) برز دور بعض الأحزاب من خلال شخوصها على امتداد لجان المملكة وتدخلها في توجيه هؤلاء نحو التركيز على عدد الأعضاء هنا وهناك والتركيز على أماكن القوة بالنسبة لهم عمان اربد الزرقاء ولو كان ذلك على حساب تفتيت اللجنة الأم وعمل بلبلة داخلها وقد اتضح ذلك في الاجتماع الأخير للمعلمين الذي برز فيه أن كلام كثير من المتحدثين متشابه في الطرح والمضمون والمغزى وكأنهم جميعاً يقرؤون عند شيخ واحد..
فهل نضجت كعكة النقابة قبل أوانها حتى خرج هذا الحزب أو ذاك بسكينه حتى يقتسم حصته...؟؟
والفاجعة الأخرى أن هذه الشخوص في الحراك كانت ترفض وبشكل قاطع إبراز أي دور للأحزاب أو تدخل في شؤون المعلمين , ولكن اتضح أنهم يأخذون تعليمات تحركاتهم من أحزابهم وهذا واضح جداً..!!
فكيف نعيد هيكلة لجنة ناجحة وصلت إلى نهاية الطريق أهيَ هيكلة أم بحث عن مكان بارز لرجال هذه الأحزاب في حراك المعلمين..؟؟
أم هي معركة للخروج إلى الواجهة الإعلامية وإبراز هذه المجموعة والتركيز عليها حتى تأخذ نصيبها في القريب العاجل..؟؟
أخيراً كُنا نتمنى أن تبقى هذه الأحزاب بعيده عن تفاصيل نقابتنا ولو حتى إنشائها بشكل قانوني وبعد ذلك لكل حادث حديث وهذه دعوى لمعلمينا بالصبر والحكمة وعدم الانجرار الأعمى خلف تعليمات تضر بلحمة المعلمين وتماسكهم .