فؤاد محاسنة
اللجنة الوطنية لأحياء نقابة المعلمين(جرش)
قبل بضعة أيام كنت اكتب مقالة بعنوان (لماذا الخوف من نقابة للمعلمين) مع أملي الكبير وخالص أمنياتي بان لا أعود لصياغته ونشرة في وقت لاحق!فأنني وأؤكد أن ما جاء على لسان الحكومة بالسير تجاه تأسيس نقابة للمعلمين ما هو إلا عودة إلى المسار الصحيح والمنطق وإعادة الحقوق إلى أصحابها واستجابة إلى التغيرات التي تعصف بالوطن العربي والتي هي بمثابة رسالة عنوانها ها قد آن ألأوان للتراجع عن الممارسات الخاطئة ونسف مؤسسة الفساد والترضية المعتمدة في كل ممارسات الحكومة بكافة أشكالها .مع تحفظي الكامل على عدم تقديم الحكومة برنامج زمني محدد للبدء بتأسيس نقابة للمعلمين,ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن هذا البرنامج يجب أن يكون جدي ومنظم وبشراكة حقيقية مع مختلف شرائح المعلمين وممثليهم لتأسيس نقابة وطنية تليق بالمعلمين.
على كل حال ( العود احمد) والتراجع عن الخطاء شيء جميل جدا ويلطف الأجواء ويعطي انطباع بحسن النوايا من جانب الحكومة وأقول ذلك لان مطالب المعلمين تتصف بالنوايا الحسنة والوضوح ومحددة وبأجندة وطنية بحتة رافضة لكل ما قد يؤدي إلى أي خلل في العملية التعليمية بركنيها ألأساسيين (المعلم والطالب) وهذا أمر في غاية الأهمية خصوصا في هذه المرحلة التي تحتاج إلى حوار بنّاء وجدي، يحقق نتائج ذات قيمة عالية وملموسة وبسرعة فائقة وعلى المدى القريب جدا فلا مجال لأي تأخير أو مماطلة أو تسويف بأي شكل من الأشكال .
أنا شخصيا منذ بداية الحراك لم أغير موقفي ولا أي من قناعاتي بان النقابة تحصيل حاصل وان المسألة فقط مسألة وقت وان كل التحفظات على المسمى ماهية بالفعل إلا تحفظات شكلية وإنما التحفظات الحقيقية على الأركان الأساسية الأربعة للنقابة كما سأذكر لاحقا وان الشد والرخي ما هو إلا لجس النبض ولتقدير قوة الطرف الآخر.
إعادة بناء مؤسسات المجتمع المدني مهم وضروري جدا في هذه المرحلة التي هي بمثابة إعصار سيطول الجميع بأثر كإرثي ما لم نعد العدة ونرتب أوراقنا وبسرعة فائقة ولكن لا بد من أن يكون هذا البناء محكم وصحيح ونابع من الاستجابة الصحيحة والسريعة والواعية إلى هذه التغيرات .
إن حجر الأساس في هذا البناء هو جيل قوي وواعي ومثقف ولتحقيق ذلك لا بد من العمل على تغير الذهنية التي تشكلت تجاه المعلم وصياغتها بطريقة حضرية ومتطورة تستطيع المساهمة بشكل فاعل وقوي بإعادة بناء شخصية الطالب الذي يعتبر محور المستقبل بكل أبعادة ،ولهاذ السبب نحتاج إلى نقابة مهنية محترمة ترفع من مستواه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بمواصفات عالية ومحاكة بشكل دقيق وواعي .
وان من أكثر هذه المواصفات أهمية الاستقلالية المالية والإدارية وإلزامية العضوية وتأسيسها بقانون والتي لا بد من أن تكون أمور سياديةواركان أساسية وعناصر قوة لا يمكن التنازل عنها تحت إي ظرف كان .
وبتالي فأنني أعيد لتأكيد على ما قد ذكرته في مقال سابق باني غير متحفظ على أي مسمى بشرط أن يحقق المواصفات السابقة الذكر دون أي( نقصان) وهذا قد يقودنا إلى أن الحوار بين الحكومة والمعلمين سوف يتمركز حول هذه الامورالسيادية الأربعة سالفة الذكر (وان غدا لناظرة قريب).
وعلية وبالعودة إلى التساؤل سالف الذكر ما هو المطلوب من المعلمين الآن؟ وهذه ليست إلا عدد من الاقتراحات للزملاء المعلمين لهم كل الحرية بالأخذ بها آو تركها.
1-صياغة القانون ومراجعته بوعي تام وبأحكام بما يضمن تحقيق المصلحة لكافة المعلمين وحماية حقوق المعلمين ومكتسب في مختلف الصعد والمجالات.
2-اعتبار أن الخصائص السيادية الأربعة التي ذكرتها سابقا بمثابة أركان رئيسة للنقابة لا يمكن التنازل عن أي ركن منها.
3- الانتباه كل الانتباه عند صياغة المواد التي تتعلق بتمثيل المحافظات والمناطق الجغرافية بما يضمن عدم سيطرة أي جهة أو منطقة على مجالس النقابة ولجانها، لما لهذا الأمر من حساسية مفرطة قد تكون عواقبها وخيمة.
4- صياغة مادة لتوضيح العلاقة بين العمل الحزبي لعضو النقابة وبين عملة في النقابة وتحديد نقاط التقاطع ونقاط التضارب وتنظيمها بشكل صحيح وموضوعي، مع احترام الحق الكامل لأي عضو في الانتساب لأي حزب أو تنظيم سياسي حسب الأصول المتبعة.
5- تشكيل لجنة حوار مع الحكومة ذات قدرة عالية على الحوار وذات أفق واسع ومنطق مقنع ومطلعة على القانون المقدم للحكومة مع التركيز على الأركان السيادية سالفة الذكر واعتبارها الأساس الذي تقوم علية النقابة.
هذا بعض ما يدور في أذهان الكثير من الزملاء المعلمين وحسب ظني يجب أن تكون محاور رئيسة ينطلق منها الزملاء في أي حوار محتمل مع أي جهة كانت.
وفي الختام هذا رأي شخصي يحتمل الصواب والخطاء وللزملاء الأعزاء الأخذ بة أو تركة مع كل الاحترام والتقدير .